التنوع اللغوي والثقافي لمنطقة الغرب
تحظى منطقة الغرب بموقع استراتيجي مهم حيث يرتبط ترابها بالمدن المحورية الكبرى للمملكة، وتتوفر على ثروة مائية غنية تشمل أنمار كبيرة وروافد وقنوات طبيعية لصرف المياه. ويظل الطابع القروي هو الميزة الأساسية لمنطقة الغرب حيث توجد فيها أجود الأراضي الفلاحية، كما تحيطها مساحات غابوية وأراضي ومرجاة. وتتوفر الجهة على واجهة بحرية على المحيط الأطلسي تصل مساحتها إلى 140 كلم، تتوفر على شواطئ اصيافية وغنية بمواردها السمكية.
إن هذا التنوع في الخصوصيات الطبيعية حلف تنوعا ثقافيا وحضاريا جعل من منطقة الغرب "ملتقى الثقافات" في المغرب من خلال تداخل وتعايش مزيج من القيم الثقافية الريفية والجبلية والأطلسية والصحراوية والمشرقية والغربية والإسلامية حتى أنها أضحت مختبر الدراسات والأبحاث الرامية إلى البحث في التنوع اللغوي والثقافي لمنطقة | الغرب.
1 - الغرب بين جبال الريف والأطلس: من القاف إلى الكاف.
تمتد منطقة الغرب من تلال مقدمة الريف شمالا وتلال للا زهرة في الشمال الغربي إلى هضبة المعمورة في الجنوب، وتحدها غربا أشرطة كثيبية تشكل الحدود الغربية، أما شرقا فتشكل تجاعيد مقدمة الريف حدودها | الشمال. وتتكون المنطقة من وحدات طبغرافية متنوعة يمكن التمييز فيها بين الهضاب مثل المعمورة ثم تلال مقدمة الريف وأخيرا الوحدة السهلية الأطلنتية. وتصل ارتفاعات التلال إلى 810 م بجبل سلفات، وتتراوح بين 100م و500 م في باقي الوحدات. وتصل ارتفاعات هضاب المنطقة ما بين 80 م. و 100 م.، وهي تتدرج على التوالي بين هضبة المعمورة ودار بالعامري ثم الهضبة الواقعة شمال للا زهرة. أما بالنسبة للوحدة السهلية المتميزة فتتراوح الارتفاعات فيها بين 98 م.، قرب المرجة الزرقاء و 74 م.، قرب مصب واد سبو. تبقى أخيرا الوحدة السهلية المنخفضة حيث الارتفاعات فيها لا تتعدى 3 م. وقد تنزل إلى 4 - م. قرب مصب واد سبو. وينتج عن تنوع هذه الوحدات الطبغرافية تكوين ضایات و مرجات في المستويات السفلى مثل ضاية سيدي بوعزة والمرحة الزرقاء، ومرجة بالمنصور .
بحكم الموقع الجغرافي المتميز والانفتاح على المحيط الأطلنطي، تتميز منطقة الغرب بمناخ رطب متوسطي مع تأثیرات محیطية واضحة، فمتوسط درجات الحرارة يتراوح بين 11 و27، لكن يبقى المدى الحراري جد مرتفع في المناطق الداخلية كسيدي سليمان وسيدي قاسم وعلى طول وادي سبو حيث تسجل درجات الحرارة القصوى خلال فصل الصيف والتي قد تتجاوز أحيانا 450، أما درجات الحرارة الدنيا فتنزل إلى أقل من 0 في المناطق الجنوبية الشرقية من المنطقة.
إلى جانب الحرارة تعتبر التساقطات من العناصر المناخية المحددة للحياة الاجتماعية للسكان ولعمليات الإنتاج. فالغرب يستقبل كميات من الأمطار تتراوح بين 400 و 600 ملم إلا أن هذه الأخيرة تعرف توزيعا غير منسجم سواء على المستوى المحالي أو المستوى الزمني حيث نسجل انخفاضا نحو الداخل والرطوبة ترتفع كلما اتجهنا نحو المناطق المرتفعة كتلال المقدمة الريفية حيث الارتفاعات تزيد عن 800م. كما تعرف هذه الأمطار توزيعا غير منتظم سواء على المستوى السنوي أو الفصلي، وأن معظم كميات الأمطار تسجل عادة بين نماية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء ويمكن لمس هذا التناقض الحاصل في الكميات المطرية وفي درجات الحرارة بالتدرج في العطاءات النباتية والعناصر البيومناخية الأخرى والإلحاح المتزايد في طلب الماء.
2 المجاري النهرية بمنطقة الغرب وانتشار الثقافة المائية
يشكل نحر سبو الشريان الرئيسي داخل هذه الوحدة التضاريسية، وهو عبارة عن تجمع مائي لروافد تنساب من الأطلس المتوسط ومرتفعات الريف الغربي لتجتمع في مجرى رئيسي نحو المحيط الأطلسي. وإذا كانت روافد هذا النهر تنساب دون صعوبة فإن واد سبو تواجهه حواجز طبيعية تحول دون تصريف مياهه نحو المصب. ويتميز بحرى النهر بعدم الاستقرار الناتج عن الحركة الدائمة، مما خلف بعض الدروع المهجورة داخل السهل. تمكن هذه الوضعية الطبيعية نحر سبو من تغطية مساحات شاسعة داخل سهل الغرب وينتج عنها اتساع مجرى الوادي وضعف قوة حركة المياه مما يساعد على الملاحة النهرية. وتتميز حواشيه بالارتفاع حيث تنتشر أراضي غنية مما يساعد على الاستقرار والاستغلال. وتتمركز الساكنة على ضفاف النهر وفي بعض النقط المرتفعة داخل السهل تجنبا لآفة الفيضانات مثل مشرع بلقصيري وسوق السبت الموافات وسوق الثلاثاء وسيدي على بوجنون وسيدي علال التازي.
تأتي أهمية المنطقة من غزارة المياه ووفرتها، بحكم أنها تشكل سافلة وادي سبو وروافده المتعددة حيث الارتفاعات تبقى لا تزيد عن 26 م، ودرجات الانحدار لا تتجاوز0,1%، كما يضم الوادي عدة أحواض المجاري النهرية بمنطقة وانتشار الثقافة المائية يشكل نحر سبو الشريان الرئيسي داخل هذه الوحدة التضاريسية، وهو عبارة عن تجمع مائي لروافد تنساب من الأطلس المتوسط ومرتفعات الريف الغربي لتجتمع في مجرى رئيسي نحو المحيط الأطلسي. وإذا كانت روافد هذا النهر تنساب دون صعوبة فإن واد سبو تواجهه حواجز طبيعية تحول دون تصريف مياهه نحو المصب. ويتميز بحرى النهر بعدم الاستقرار الناتج عن الحركة الدائمة، مما خلف بعض الدروع المهجورة داخل السهل. تمكن هذه الوضعية الطبيعية نحر سبو من تغطية مساحات شاسعة داخل سهل الغرب وينتج عنها اتساع مجرى الوادي وضعف قوة حركة المياه مما يساعد على الملاحة النهرية. وتتميز حواشيه بالارتفاع حيث تنتشر أراضي غنية مما يساعد على الاستقرار والاستغلال. وتتمركز الساكنة على ضفاف النهر وفي بعض النقط المرتفعة داخل السهل تجنبا لآفة الفيضانات مثل مشرع بلقصيري وسوق السبت الموافات وسوق الثلاثاء وسيدي على بوجنون وسيدي علال التازي.
تأتي أهمية المنطقة من غزارة المياه ووفرتها، بحكم أنها تشكل سافلة وادي سبو وروافده المتعددة حيث الارتفاعات تبقى لا تزيد عن 26 م، ودرجات الانحدار لا تتجاوز0,1%، كما يضم الوادي عدة أحواض حبيسة تشكل حوضه النهري وهي تتوزع داخل السلاسل الجبلية: الريف والأطلس المتوسط والمزيطا المغربية. كما تتجمع واردات سبو القارية في سافلته التي تتلقی كمیات مهمة من المياه سواء عن طريق المنابع والعيون الموجودة في العالية أو مياه التساقطات مباشرة أو عن طريق الروافد المتعددة مما يمنحه انتظاما نسبيا في الصبيب خلال الصيف. بالإضافة إلى الموارد المائية السطحية السابقة الذكر، فإن منطقة الغرب تتمتع بمخزون مائي باطني عالي الجودة، ويقدر حجمه بحوالي 900 مليون متر مکعب، حيث تتجاوز مساحتها بالنسبة لفرشة معمورة 390 كلم مربع وعمقها 30 متر وفرشة الغرب 4000 كلم مربع.
كان من نتائج كثرة الأودية وجريانها نحو الأراضي الداخلية بمنطقة الغرب أن أدت إلى تكوين مجالات رطبة متنوعة يمكن التمييز فيها ما بين المجالات "الفيضية" و "المستنقعات" و"الضايات" ثم "المرجات". فالمجالات الفيضية رهينة بمجموعة من العناصر منها : تغيير الأودية الكبيرة مجاريها المعتادة ووجود أراضي منخفضة بالمقارنة مع مستوى مجرى الوادي، ثم تشبع التربة السائدة بالماء مما يؤدي إلى انتفاخها وبالتالي تحول دون نفاذ المياه السطحية إلى الأعماق، وأخيرا وجود فرشة مائية باطنية تقاوم تسرب المياه. تتميز الفيضانات بحركة مياهها السطحية العنيفة واكتساحها لمساحات شاسعة، وهي رهينة بالتساقطات المطرية مما يجعلها موسمية. وينتج عن هذه الفيضانات تكوين وهداة التصفية في منخفضات مغلقة تحتل المجالات الخلفية للحواجز الطبيعية على طول ضفاف الأنمار أو خلف الأذرعة النهرية، حيث تتعرض المياه للركود بعد مرحلة الهيجان.
3 غابة المعمورة : مصدر إلهام الفنون الغرباوية
يتوفر تراب الجهة على غطاء غابوي شاسع حيث تبلغ مساحة الغابة الطبيعية أزيد من 45974 هكتار حيث تمثل هذه المساحة نسبة 10 بالمائة من المساحة الغابوية الطبيعية في مجموع التراب الوطني، أما الغابة المزروعة فتتجاوز مساحتها 95898 هكتارا. وتعتبر هذه الغابات بشقيها الطبيعي والمزروع ثروة جهوية كبيرة لا زال مستوى استغلالها في الأنشطة الاقتصادية والأنشطة المدرة للدخل ضعيفا (تربية المواشي، السياحة، تربية النحل، جني وتصنيع "الترفاس" والبلوط والفلين، ...). كما تم تسجيل تعرض هذه الثروة الغابوية للانقراض والاجتثاث بسبب عدم وجود استراتيجية حكومية مندمجة لعقلنة استغلالها.
التنوع اللغوي والثقافي بمنطقة الغرب
تتميز غابة المعمورة بتنوع غطائها النباتي وهي تتكون من أربعة تشکیلات نباتية رئيسية وهي :
1- شجر البلوط الفليني على رأس قائمة الأصناف النباتية الطبيعية ليحتل بذلك مساحة تقدر ب 66.900 هكتارا تتوزع بين إقليم القنيطرة الممثلة في غابة المعمورة ب 38.000 هكتارا، وهضاب الحادش وعرباوة في الشمال بحكم ملاءمة غابة الفلين والظروف التضاريسية والطبيعية الأخرى.
2 - الغابة السفلي من العرعار الأحمر التي تنتشر فوق الكثبان الحديثة والقديمة 3- أشجار البطم والزيتون البري التي تنتشر في المرتفعات وبالقرب من مجاري الأودية
4 - أشجار الصنوبريات التي تغطي مساحة تصل إلى 5800 هكتارا تتوزع بين إقليمي القنيطرة وسيدي قاسم ثم نحد المركب النباتي المرتبط بعمليات التشجير والمتكون من غابات الأوكاليبتوس والصنوبريات والأكاسيا والذي يهم بالخصوص الهوامش الشمالية الغابة المعمورة بين سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان وفوق هضاب عرباوة والحادش في الشمال وبعض البقع المتناثرة بينما في المنطقة الساحلية والمرجات تنتشر النباتات الملحية والرطاما عند الجزء الممتد بين الغرب الأعلى وسوق الأربعاء الغرب إلى جرف الملحة.
وعموما فإن غابة المعمورة تتكون من مراعي ذات جودة عالية بسبب تنوع نباتاتها واتساع مراعيها وتنوع اشجارها بين العالية والقصيرة والفسيحة والمتداخلة، مما يجعلها مرتعا لتربية الماشية. بيد أن هذا الغطاء النباتي يعرف تدهورا في النمو والتطور والاستمرارية نتيجة العامل السوسيو اقتصادي المرتبط بالضغط الديمغرافي عن طريق الاجتثاث قصد توسيع المجالات الزراعية أو قصد تسويق الخشب والاستعمالات المنزلية، أو عن طريق الرعي الجائر مما يحد من إعادة النمو الطبيعي للأصناف النباتية.
تعليقات
إرسال تعليق