المحاضرة الثانية الفيودالية والكنيسة
تعريف
الفيودالية
ظهرت كلمة فيودالية (Ftodalité) في فرنسا في بداية القرن السابع عشر للدلالة على لفي الإقطاع وصبغته القانونية، أي ما تبقى من عناصر النظام الاقتصادي والقانوني الوسيطي. وفي إنجلترا، اتخذت هذه الكلمة نفس المعنى تقريبا عند نهاية هذا القرن.
ففي سنة 1687 میز هنري سبیلمان، وهو من رجال القانون الإنجليز البارزين في هذه الفترة، ضمن الفيودالية، بين الجانب العقاري من جهة، والجانب القانوني الذي يفترض وجود "روابط تبعية" من جهة ثانية. وفي القرن الثامن عشر بدأ يتسع مفهوم الكلمة ويحيل بالتالي على "نظام حكم"، بل على "وضع حضاري"، كما يظهر في كتاب الكونت بولا نفيليي "تاريخ الحكم في فرنسا" الصادر عام 1727. وسار مونتيسكيو على نفس المنوال، إذ رأى في "القوانين الفيودالية" محطة تاريخية عرفت فيها نظم الحكم تفککا كبيرا إذ حلت بنيات سياسية إقليمية محل الدولة المركزية. وعند نهاية القرن الثامن عشر، وتحديدا منذ سنة 1790، ظهرت في الكتابات الإنجليزية بوضوح كلمة "فيوداليتي" (Feodality) التي حلت محلها، منذ هذه الفترة، كلمة "فيودالیزم" (Feudalism) بفعل التأثير الذي مارسه تيار أوكسفورد على الباحثين في مجالات التاريخ والقانون والاقتصاد.
وفي القرن التاسع عشر، منح کارل مارکس للفيودالية مفهوما اجتماعيا واقتصاديا أكثر منه قانونيا، إذ نظر إليها، هو ومعظم الباحثين ضمن مدرسته، کنمط اجتماعي وسيط بين نظامي الاستغلال العبودي القلم والرأسمالي الحديث. فالفيودالية، حسب المدرسة الماركسية، هي احتكار الأسياد للأراضي وتحكمهم في الفلاحين واستشارهم بفائض عملهم. أما علاقات التبعية وتفكك السلطة العمومية فتبقى أمرا ثانويا يدخل ضمن نطاق "البنية الفوقية". وعموما، تمثل الفيودالية، من هذا المنظور، تلك المرحلة التي تطورت فيها قوى الإنتاج بالنظر لما كانت تعرفه هذه الأخيرة في العصر القديم من جهة، ومن جهة أخرى، بالقياس إلى التفكك الذي حصل لهذا
انتظر من فضلك 20 ثانية
وعموما، تمثل الفيودالية، من هذا المنظور، تلك المرحلة التي تطورت فيها قوى الإنتاج بالنظر لما كانت تعرفه هذه الأخيرة في العصر القديم من جهة، ومن جهة أخرى، بالقياس إلى التفكك الذي حصل لهذا
تعليقات
إرسال تعليق