المحاضرة الاولى الفيودالية والكنيسة التاريخ والحضارة

 المحاضرة الاولى الفيودالية والكنيسة


مقدمة: ملاحظات أولية 

1 عصر وسيط أم عصور وسطی

اعتاد المؤرخون ومؤرخو الفن ونقاد الأدب والفلاسفة واللاهوتيون في فرنسا وإيطاليا وألمانيا نعت هذه المرحلة من تاريخ أوروبا ب "العصر الوسيط" (Moyen Age)، فيما جرى العمل لدى المؤرخين الإنجليز بمصطلح "العصور الوسطى" (Middle Ages) في إشارة إلى وجود فترات متعددة ومتميزة داخل هذه الحقبة الطويلة من التاريخ.

ويتفق معظم الأخصائيين على تقسيم العصر الوسيط إلى مرحلتين كبيرتين: "العصر الوسيط الأعلى"، أو ما يسميه الإنجليز ب "العصور الوسطى المبكرة"، و"العصر الوسيط الأسفل"، أو "العصور الوسلي المتأخرة". ويمتد العصر الوسيط الأعلى إلى حدود القرن الحادي عشر. ولا يتوفر المؤرخون على مصادر كثيرة بخصوص هذا العصر، إذ أن أرشيفات هذه المرحلة تتكون من الحوليات والإخباريات والمراسلات والعقود الرسمية و سير القديسين، وكل هذه النصوص تلقي الأضواء، أولا وقبل كل شيء، على التاريخ السياسي والدبلوماسي والديني. أما باقي المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتصعب دراستها انطلاقا من الوثيقة المكتوبة فقط. ولذلك فإن البحث في هذه الحقبة يقتضي بالضرورة اللجوء إلى العلوم المساعدة للتاريخ كعلم الآثار وعلم أسماء الأماكن وعلم النقود، التي مكنت نتائجها من سد العديد من الثغرات التاريخية.





انتظر من فضلك 20 ثانية.





تعليقات