المحاضرة الرابعة الفيودالية والكنيسة
العصر الفيودالي الثاني
خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر) عرفت أوروبا الغربية خلال العصر الفيودالي الثاني تطورات كبيرة على مختلف الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ ظهرت على هامش القرى، التي كانت تشكل مرکز سلطة الأسياد وثروتهم، مجالات سكنية جديدة تقطنها فئة اجتماعية جديدة لا تخضع للأعراف الفيودالية وما يترتب عنها من روابط تبعية وصلة بالأرض.
وعرفت هذه الشريحة الجديدة في المجتمع ب "البورجانزیس" (Burgenses)، في فرنسا، أي سكان الضواحي المعروفة ب " البورغ" (Bourg). أما في إنجلترا فقد عرفت تحت اسم "الفريمان" (Freeman)، وتعني الأحرار، أي غير الخاضعين للإكراهات الفيودالية. وإذا كان الأسياد قد أقاموا ثروتهم على أساس الأرض وما تحود به من حبوب وثمار ومواشي، فإن هذه الفئة الجديدة، التي تعتبر النواة الأولى لما سمي فيما بعد بالبورجوازية، اشتغلت بالتجارة وخلقت شيئا فشيئا نظاما جديدا تمحور حول المدينة وقام على أساس النقود والصنائع والأسواق. وقد بدأ هذا النظام الجديد في التشكل خلال القرن الثاني عشر، أي في العصر الفيودالي الثاني الذي تمیز باتساع اقتصادي متواصل بلغ أوجه في القرن الثالث عشر. ويكتسي هذا القرن أهمية عظمى في تاريخ أوروبا، بالقياس إلى ما يمثله من مرجعية زمنية أساسية بالنسبة للمؤرخين الأوروبيين.
انتظر من فضلك 20 ثانية
ومن ثم فقد حظي بسلسلة من الدراسات التي أبانت عن الدور الكبير الذي لعبه في مسار التطور التاريخي، شأنه في ذلك شأن القرن السادس عشر الذي أدخل المجتمعات الأوروبية في متغيرات العصر الحديث، والقرن الثامن عشر الذي غير وجه أوروبا الفكري والسياسي
تعليقات
إرسال تعليق