تلخيص وحدة المواقع الاثرية بمنطقة الغرب
أولا : التعريف بمعطيات المنطقة طبيعيا و بشريا
1- الموقع و العامل الطبيعي و البشري :
تستمد المنطقة تسميتها من موقعها الجغرافي .
- تقع بالجهة الغربية المحاذية للمحيط الأطلسي .
- مجاليا ، تمتد من مقدمة جبال الريف شمالا إلى غابة المعمورة جنوبا ، و من ممر زكوطة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا.
- عرف هذا المجال بعدة تسميات
- استوطنت المنطقة مجموعات بشرية منذ ما قبل التاريخ و مارسوا فيها مجموعة من الأنشطة كاللقط و القنص ثم الزراعة و التدجين، و صاحب ذلك استقرار رافقه ظهور صناعة الفخار و الخزف ...
و بفضل عاملين رئيسيين هما : العامل الطبيعي ( خصوبة التربة ، وفرة الغطاء النباتي، نشاط طبغرافيتها ) و الشبكة الهيروغرافية ( وفرة المياه السطحية نهر سبو و روافده - المياه الباطنية و الفرشات المائية )
استقبلت المنطقة هجرات متتالية و مكثفة انضافت إلى الساكنة الأصلية و الفرشات المائية )
استقبلت المنطقة هجرات متتالية و مكثفة انضافت إلى الساكنة الأصلية و المحلية .
الفينيقيين القرطاجيون الرومان العرب القادمين من الشرق الفرنسيون
2- التكوين الجيولوجي و البنيوي لمنطقة الغرب :
تعتبر منطقة الغرب مجالا سهلا بامتياز ، و تتكون من وحدات بنيوية متباينة يمكن تحديدها على النحو التالي : شمالا ---> تلال مقدمة جبال الريف ارتبط تكوينها بالحركات الأرضية الألبية ، صخورها شديدة الصلابة ، و يطلق عليها الجغرافيون بالغرب الأعلى و قسموها الى
الغرب الأعلى الغربي و الغرب الأوسط و الغرب الشرقي ، و تشرف على السهل جنوبا و تختلف تكوينات صخورها و ارتفاعاتها .
جنوبا ---> هضبة المعمورة المكونة من كثل مرتفعة ، ذات بنية صخرية قديمة و تنحدر بانتظام من الجنوب نحو الشمال . و يعود تكوينها إلى الزمن الجيولوجي الأول تنحصر هذه الهضبة بين زرهون جنوبا و سهل الغرب شمالا . هضبة متموجة ذات انحدار عالي من الجنوب نحو الشمال و الغرب يخترقها نهر سبو . سهل الغرب ---> 40% من مساحة منطقة الغرب سهل منخفض يعود تشكيله إلى الزمن الجيولوجي الرابع
لا يتعدى ارتفاعها 5 امتار و هو منحدر به رواسب بحرية . و يمكن التمييز في سهل الغرب بين : سهل منبسط تتجمع فيه مياه النهر الرئيسية مجال المرجات و هو منطقة مغمورة المياه بشكل موسمي او دائم. المرتفعات الغرينية و هي ما تكونت نتيجة الفياضانات النهرية .
على المستوى الطبغرافي تشكلت منطقة الغرب من وحدات مختلفة ( السهل ثم الهضبة و التلال و المرجات و المرتفعات الغرينية و أخيرا الساحل الأطلسي بكثبان الرملية )
على مستوى الشبكة الهيروغرافية تتكون أساسا من نهر سبو و روافده ( ورغة و بهت و ردم ) ؛ بنيت عليها سدود لحماية المنطقة من الفيضانات المتكررة .
3. مناخ منطقة الغرب :
- تتاثر منطقة الغرب بمناخات مختلفة أهمها :
* مناخ متوسطي نظرا لتموقعها في الشمال الغربي للمغرب و القارة الأفريقية .
* مناخ أطلسي نظرا لنفتاحها على تيارات المحيط مما أمدها بمناخ رطب.
* مناخ قاري بفعل التأثيرات القارية جعلها تتمتع بمناخ شبه جاف.
تترجم هذه الحالة من خلال عناصر المناخ
اذ تستقبل المنطقة تساقطات تتدرج من الغرب نحو الشرق وتتحكم فيها تأثيرات متوسطية ومحيطية وقارية.
4- الغطاء النباتي بمنطقة الغرب :
تزخر منطقة الغرب بثورات نباتية مهمة منذ القديم من خلال إشارات مصادر كلاسيكية فان المنطقة غنية على مستوى الغطاء النباتي
حسب تقارير استعمارية شكلت المساحات الغابوية ثروة نباتية مهمة خاصة غابات البلوط الفليني
حسب المصادر الوسيطية اعتبرت المنطقة مجالا رعويا متميزا و مجال انتجاع لدى القبائل و ظل النشاط الزراعي هو المهيمن ، كما استغلت الثروة الغابوية لصناعة السفن .
5- السكان بمنطقة الغرب:
شكلت المؤهلات الطبيعية عوامل جذب السكان واستقرت بالمنطقة مجموعات بشرية يمكن تفصيلها على الشكل التالي:
* خلال فترة ما قبل التاريخ : استوطنت قبائل امازيغية مورية و شكلت اهم العناصر التي عمرت هذا المجال .
* خلال فترة التاريخ القديم : جذبت المنطقة شعوب البحر الأبيض المتوسط من فينيقيين و قرطاجيين و رومان حيث استوطنوا مدنها ك بناصا و تاموسیدا و ريغة ...
* خلال فترة العصر الوسيط الأعلى : استقبلت المنطقة خلال حكم الادارسة موجات و هجرات بشرية قادمة من الشرق على راسها قبائل رياح و الخلط ، لكن تعميرها تأثر بالاضطرابات السياسية و الاجتماعية للدول التي تعاقبت على حكم المغرب كالموحدين و المرينيين .
* خلال الفترة الحديثة مع بداية حكم السعديين انضافت قبائل جديدة مثل جزولة و اولاد امبارك و قبيلة جرار و غيرها و هي قبائل استوطنت و جندت لخدمة الدولة السعدية عسكريا.
* خلال الفترة المعاصرة مع عهد الحماية الفرنسية: عملت سلطات الحماية على تثبيت الانسان بالمنطقة من خلال القيام باستصلاح الاراضي وتجفيف اراضي من أجل استغلالها فلاحيا هذا ما أدى الى ظهور حواضر جديدة شكلت قبلة لتجمعات سكنية مثل القنيطرة وسيدي قاسم وسوق الاربعاء الغرب ...
ثانيا : منطقة الغرب خلال الفترة القديمة
شكلت منطقة الغرب منطقة جذب و استقطاب مجموعات بشرية منذ عهود بفضل ثرواتها و مؤهلاتها الطبيعية موقع بناصا:
و من حيث الموقع : سهل الغرب على الضفة اليسرى لنهر سبو ...
و هي من المواقع المسجلة بسجل الثراث الوطني و من حيث ذكرها في المصادر الكلاسيكية: ركزت عليها المصار الكلاسيكية القديمة بكونها مدينة غنية في موريطانيا الطنجية و تجاور لکسوس و بطلموس اعتبرها من مدن موريطانيا الداخلية و لم تذكر في باقي الفترات اللاحقة . / من حيث معناها اللغوي و مدلولها اللفظي : تعددت حسب الباحثين والأبحاث التي أجريت عليها 7
من حيث الاهتمام الأوروبي بها: اهتم بها الأوربيون خلال القرن 19 خاصة الفرنسيين ، و بدأ ذلك مع هواة عسكريين ثم اكتشف الموقع و قدم عنها تقريرا مفصلا ، وخلال فترة الحماية بدات بها الحفريات فاكتشفت بها لقى اثرية و بنایات و ارضیات و شوارع ... أكدت أن الاستقرار يعود لفترات ماقبل الرومان و أنها انفتحت أمام الوافدين الفينيقيين و القرطاجيين .
من حيث مراحل التمدين التي مرت بها ( أربع فترات )
1- فترة ماقبل الرومان وجود بقايا أفران صناعة الخزف و اواني خزفية واجور مجفف...
2- فترة المستوطنة الأغسطية حيث انشأ بها الامبراطور اغسطس مستوطنة
3- فترة الرومان و فيها شهدت المدينة ازدهارا كبيرا كباقي المدن الرومانية و عرف انشاء بنايات و مرافق عمومية و خصوصية على الطراز الروماني
4- الفترة الرومانية المتأخرة، ظلت المدينة عامرة بالسكان ثم أصبحت عبارة عن أطلال مهجورة نتيجة جلاء الرومان عنها و قد احتضنت المدينة مجموعة من اللقى الأثرية و النقائش العسكرية تحكي بوضوح قدم تاريخها.
موقع تاموسيدا
من حيث الموقع : على الضفة اليسرى لنهر سبو ( حوالي 11 كلم عن القنيطرة ) / من حيث ذكرها في المصادر القديمة في مؤلف بطليموس فإن وجودها على ارض خصبة و بجانب نهر سبو جعل منها منطقة جذب و استقرار الموجات بشرية منذ ما قبل التاريخ . مع الدولة المورية عرفت المدينة رواجا اقتصاديا مهما تمثل في صناعة الخزف و المعادن خاصة فترة حكم الملك الموري بوكوس ، و هذه الأهمية ازدادت عندما الحقت الإمبراطورية المورية الطنجية إلى حكم الامبراطورية الرومانية ، ونزل بها معسكر روماني خلال القرن 1 میلادي ليتم اخلاؤها بالجلاء الروماني عن المغرب
من خلال الأبحاث الأثرية التي تعود لعهد الحماية لقد باشر الأوروبيون تنقيباتهم بالمنطقة و كشفوا عن لقي فخارية و أواني خزفية تعود للموريين و الرومان . و استنتج الأركيولجيون من خلال اللقى الأثرية و الحفريات الفرنسية و غيرها أن المدينة عرفت نشاطات اقتصادية مهمة في الصناعة و التجارة مع باقي المدن الأخرى للمغرب القديم .
موقع ريغة :
من حيث الموقع : يتوسط ربوة بسهل الغرب بالضفة اليمنى لواد بهت ، أي 8 كلم عن مدينة سيدي سليمان من حيث معنی و دلالة الاسم فإنه يجهل إلى حد الآن الاسم القديم لهذا الموقع الأمازيغي.
من خلال الحفريات تأكد وجود بقايا أفران صناعة الخزف المصبوغ خلال ق2 ق م.
و ذكرت في العديد من المصادر القديمة على انها جيلدا و هي ريغة .
من خلال حفريات 1919 تم اكتشاف الموقع ، و خلال حفريات 1920م تم تعميق البحث و عثر على خزف مصبوغ و خلال تنقيبات 2004م للبعثة المغربية الفرنسية أكدت الاختبارات التي بوشرت بالموقع عن وجود لقي نقدية و فخار يعود للقرن 5 ق.م
المواقع الاثرية بمنطقة الغرب |
تعليقات
إرسال تعليق