وحدة اوروبا في القرنين 19و20
محاور الوحدة:المحور الأول: التحولات السياسية والاقتصادية في أوروبا بعد الثورة.
1- التحولات الاقتصادية.
الثورة الصناعية: المرتكزات العلمية والعوامل وتأثيراتها
الثورة الفلاحية والزراعية وتطور وسائل الإنتاج.
- التحولات السياسية.
مؤتمر فيينا
أوروبا بعد مؤتمر فيينا
الأوضاع الداخلية بأوروبا بعد مؤتمر فيينا
الأوضاع الداخلية بأوروبا بعد مؤتمر فيينا
المحور الثاني: الثورات بأوروبا والوحدتين الألمانية والإيطالية: (1848م-1871م)
1- ثورات 1848م
أسباب الاندلاع
أزمة الإنتاج الفلاحي وارتفاع الأسعار
انخراط الطبقة العاملة
معارضة التيار الليبيرالي
نموذج لثورة الألمانيتين
2- الوحدة الإيطالية والألمانية.
الوحدة الإيطالية (1847-1870م)
الوحدة الألمانية وانشاء الإمبراطورية الألمانية
المقارنة بين الوحدتين
المحور الثالث: الإمبريالية الأوروبية وبروز الظاهرة الاستعمارية
1- مفهوم الإمبريالية
2- مفهوم الظاهرة الاستعمارية
3- عوامل ظهور الظاهرة الإمبريالية
العوامل الاقتصادية: تطور الإنتاج الصناعي والحاجة للمواد الأولية
التنافس الأوروبي حول المستعمرات
العامل الديموغرافي
المحور الرابع: الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)
1- العوامل الغير مباشرة للحرب العالمية الأولى
أوروبا ونتائج الحرب العظمى الأولى:
النتائج السياسية
النتائج الديمغرافية أو البشرية
النتائج الاقتصادية
2- أوروبا ما بين الحربين
مؤتمر فرساي: النتائج والآثار
ظهور الأنظمة الديمقراطية: أسباب ونماذج
ظهور الانظمة الشمولية: أسباب ونماذج
المحور الخامس: الحرب العالمية الثانية 1939-1945م
1- أسباب وعوامل اندلاع الحرب العالمية الثانية
العوامل المباشرة
العوامل غير المباشرة
2- نتائج الحرب العالمية الثانية
3- أوروبا بعد الحرب والانبعاث الاقتصادي والاجتماعي
المراجع والمصادر:
- " تاريخ أوروبا من الفيودالية إلى الأنوار" لمحمد حبيدة (منشورات دار أبي رقراق -الطبعة الثانية- الرباط 2016)
- " أوروبا في القرن التاسع عشر: دراسة في التاريخ والفلسفة " محمد مظهر الأدهمي (منشورات مكتبة المعارف، النشر والتوزيع – الرباط)
- " التاريخ المعاصر لأوروبا من الثورة الفرنسية الى الحرب العالمية الثانية " لعبد العزيز سليمان نوار وعبد المجيد نعنعي (منشورات دار النهضة العربية ببيروت – لبنان 2014)
- " الحضارة الأوروبية الحديثة من عصر النهضة الى القرن 19م" لعبد العزيز رفاعي (منشورات مكتبة الجامعات للنشر، القاهرة 1959
- " تاريخ القرن 19 لأوروبا والعالم " الجزئان 1و2 لن:ور الدين حاطوم -الطبعة الأولى - دمشق 1995
- " تاريخ أوروبا في العصر الحديث (1789-1950)" لهربوت فيشر (منشورات دار المعارف بالقاهرة 1976)
- "تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر (1789-1914)" لهريدي صلاح – طبع في الإسكندرية سنة 2002
- الثورة الفرنسية الامتدادات والأصول
المحور الأول: التحولات السياسية والاقتصادية في أوروبا بعد الثورة.
1- التحولات السياسية : (أنظر وحدة الثورة الفرنسية)
2- الثورة الصناعية: المرتكزات العلمية والعوامل وتأثيراتها
شكلت الثورة الصناعية أهم الاحداث الاقتصادية والاجتماعية التي ميزت تاريخ أوربا والعالم المعاصر، وأحدثت تحولات في اقتصاد أوربا وفي حياة مجتمعه.
ويقصد بالثورة الصناعية مختلف المتغيرات والتطورات التي مست قطاع الصناعة بأوربا منذ منتصف القرن 18م. وهمت هذه التحولات آليات وأدوات الإنتاج الصناعي. ولم تخرج هذه الثورة الصناعية عن سياق التحولات السياسية والفكرية التي عرفتها أوربا خلال تلك المرحلة.
- الثورة الفلاحية والزراعية وتطور وسائل الإنتاج.
أوربا قبل الثورة الصناعية:
لا يستقيم دراسة حدث الثورة الثورة الصناعية دون الإحاطة بنمط الإنتاج الأوربي قبل القرن 18م. الذي تميز بـ:
- أوروبا في العصور الوسطى كانت مجتمعات اقطاعية
- كانت فيها الصناعة تشكل نشاطا ثانويا.
- انحصار الصناعة في الورشات الشخصية الصغيرة والمحدودة الإنتاج.
بداية الثورة الصناعية بانجلترا
عوامل السبق البريطاني في انطلاق الثورة الصناعية:
- استقرار الوضع سياسيا
- النمو الديمغرافي والتطور الاقتصادي.
- بداية الاختراعات التقنية من الأسباب الكبرى لقيام الصناعة.
كانت للثورة انعكاسات على المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
اقتصاديا:
- ارتفاع وتنوع حجم ومردودية الإنتاج.
- تنامي المبادلات التجارية.
- ظهور الأقطاب (المدن) الصناعية.
اجتماعيا:
- قوة النفوذ الاقتصادي للطبقة البرجوازية.
- إلغاء نظام الامتيازات القانونية.
- ميلاد الطبقة العاملة.
- بروز طبقات جديدة في المجتمع الأوربي (الرأسمالية – البروليتارية – الطبقة المتوسطة).
نتائج وخلاصات:
- أحدثت الثورة الفرنسية تحولات عميقة في أوربا والعالم، كانت لها تأثيرات تجاوزت البعد الاقتصادي الى أبعاد اجتماعية، فكرية وقانونية...
- حدوث نمو صناعي على كافة المستويات (فائض إنتاج).
- انفجار ديمغرافي.
- توسع حركة الرساميل على المستوى العالمي.
التحولات السياسية بأوربا 1815م.
- مؤتمر فيينا وإعادة تشكيل الخريطة السياسية لأوربا
- الظروف السياسية لعقد مؤتمر فيينا
- مؤتمر فيينا: تعريف
- الأوضاع الداخلية بأوروبا بعد مؤتمر فيينا
استهدفت قرارات مؤتمر فيينا اضعاف فرنسا تحت فكرة تحقيق التوازن الدولي، وعملت على محاصرتها. لكن ورغم ذلك، لم تستطع القضاء على الفكر الليبيرالي والحركات التحررية التي عارضت المؤتمر.
ثورات 1815م-1821م:
أثارت قرارات مؤتمر فيينا ردود فعل قوية من طرف الشعوب الاوربية، فاندلعت ثورات متعددة مستلهمة مبادئ الثورة الفرنسة، حيث سعت الى اسقاط مقررات المؤتمر. وشمل هذا المد الثوري دولا مختلفة بأوربا.
- الثورة الألمانية 1817م: انتفاضة طلابية نادت بالحد من الملكية المطلقة ودعت الى إقرار دستور للبلاد. كان مآلها القمع العسكري.
- الثورة الإيطالية 1820م: انتفاضة جمعية الكاربوناري ضد النظام الكبير (الاحتلال النمساوي). كان مآلها القمع على يد الجيش النمساوي.
- الثورة الاسبانية 1820م: انتفاضة عسكرية للجيش ومطالبته بدستور، كان مآلها القمع على يد الجيش الفرنسي.
- الثورة اليونانية 1829م: ثورة قومية تحررية ضد النظام العثماني بدعم من فرنسا وبروسيا وبريطانيا. كان مآلها استقلال اليونان عن العثمانيين.
- الثورة البلجيكية 1830م: ثورة الأيام الثلاثة المجيدة بباريس، ثورة بورجوازية ليبيرالية ضد الملك شارل 10 الذي انحاز الى التيار المحافظ كان مآلها اجهاض نجاح الثورة بعد تواطؤ البرجوازية الكبرى مع الملك لويس فيليب.
- الثورة البولونية 1831م: ثورة قومية ضد السيطرة الروسية كان مآلها القمع من طرف الجيش القيصري الروسي.
خلاصات ونتائج:
- لم يستطع مؤتمر فيينا القضاء على الفكر الليبيرالي والحركات التحررية.
- الثورة القومية هي ثورة تستهدف بالأساس التحرر من الامبراطوريات المشكلة من مجموعة قوميات مختلفة.
- الثورة الليبيرالية هي ثورة تستهدف مناهضة الاستبداد وإقامة حكم ديمقراطي.
- مؤتمر فيينا غير خريطة أوربا السياسية.
- ثورات 1815م و1831م: ثورات قومية استمدت أفكارها ومبادئها من روح أفكار الثورة الفرنسية.
- أسهمت مقررات المؤتمر في تنامي النزعة القومية بأروبا.
- من نتائج ثورات 1831-1815:
- صراع البرجوازية والاقطاع.
صاحب هذه الثورات العديد من المؤتمرات الدولية التي سعت الى افشالها:
- مؤتمر إكس لاشابيل 1818م
- مؤتمر تروباو 1820ممؤتمر
- فيرونا 1822م
بعد 1815-1813م، اتسعت الأوضاع الداخلية بأوربا بالتوتر والحذر. وشهدت تحولات وازمات سياسية واقتصادية واجتماعية. ولم تكن الشعوب الاوربية راضية عن هذا الوضع والجمود السياسي والاقتصادي الحاصل، فاندلعت ثورات مختلفة بأرجاء أوربا.
المحور الرابع: الثورات بأوروبا والوحدتين الألمانية والإيطالية: (1848م-1871م)
1- ثورات 1848م
- أسباب الاندلاع
- أزمة الإنتاج الفلاحي وارتفاع الأسعار
- انخراط الطبقة العاملة
- معارضة التيار الليبيرالي
- نموذج لثورة الألمانيتين
2- الوحدة الإيطالية والألمانية.
- الوحدة الإيطالية (1847-1870م)
- الوحدة الألمانية وانشاء الإمبراطورية الألمانية
- المقارنة بين الوحدتين
تحليل المحور:
الوحدتين الألمانية والإيطالية: (1848م-1871م).
- السياق التاريخي:
ظلت كل من إيطاليا وألمانيا الى حدود منتصف القرن 19م تعرف انقسامات سياسية بالرغم من عناصر الوحدة التي تجمع بين شعوبها. فايطاليا كانت مجزأة الى عدة إمارات بعضها خاضع للاحتلال النمساوي والبعض الاخر تابع للاحتلال الجرماني. وتعتبر بييمونتي (بيدمونت) وسردينيا أهم قوة عسكرية في البلاد.
أما المانيا فقد كانت مقسمة الى عدة دويلات بعضها كان خاضعا للنفوذ النمساوي. وتشكل فيها بروسيا أهم قوة ستتمكن لاحقا من تحقيق الوحدة الأمانية.
أسهمت التحولات السياسية والاقتصادية التي عرفتها أوربا في النصف الأول من القرن 19م في سعي البلدين للخوج من هذا الوضع وتحقيق وحدتيهما، خاصة أنهما تعرضتا للحيف والضغط خلال حملات نابوليون وحتى إبان عقد مؤتمر فيينا من خلال تأثير مقرراته على مصالح الدولتين ومعارضته لمبادئ الليبيرالية والقومية. أسهم هذا الوضع في تنامي الوعي بضرورة تحقيق الوحدة فتجسد هذا الامر في ثورات 1817- 1830م التي مهدت الطريق للوحدتين.
ثورات 1848م:
انطلقت من باريس نتيجة للأزمة الاقتصادية التي عرفتها فرنسا، فامتدت من باريس نحو روما وفيينا ثم انتقلت الى إيطاليا وألمانيا ووصلت بذلك القوميات الخاضعة للحكم النمساوي.
- فرنسا: عرفت ثورتين هما ثورة فبراير وثورة يونيو
كانت نتيجة للازمة الاقتصادية ورفض الحكومة إصلاح نظام الانتخابات مما أدى الى صراع بين الأحزاب. فتم اسقاط حكم لويس فيليب وإعلان الجمهورية سنة 1851م.
- إيطاليا: تم طرد القوات النمساوية من المدن التي كانت تحتلها وطبقت فيها دساتير محلية قبل أن تتدخل النمسا وتقمع الثورة.
- ألمانيا: رفعت الثورة مطالب قومية أهمها توحيد البلاد، غير أنها فشلت بسبب رفض ملك بروسيا الانضمام إليها خوفا من الاصطدام مع النمسا وروسيا.
- النمسا: كان قيام الثورة كنتيجة ورد فعل لسياسة المستشار مترنيخ الاستبدادية. تأثرت بثورة باريس، وتم قمعها بشدة رغم تحقيقها لبعض المكاسب.
نتائج وخلاصات:
- لم تستطع ثورات 1848م تحقيق جميع النتائج المرجوة وأخفقت في تحقيق كل أهدافها.
- استطاعت هذه الثورات وضع بدور الوحدتين الألمانية والإيطالية.
1- الوحدة الإيطالية 1818-1870م.
آليات تحقيق الوحدة:
- الجمعيات والأحزاب:
لم تستطع مقررات مؤتمر فيينا القضاء على الفكر الليبيرالي والحركات التحررية، وساهمت مقرراته التعسفية على إيطاليا من بناء تحالف بين البورجوازية والمثقفون، نتج عنه لاحقا تأسيس جمعية سرية تناهض الفكر الاستبدادي القائم بأوربا عامة (جمعية الكاربوناري) التي ستعمل على تبني الفكر القومي عبر الدعوة الى الوحدة. وما كانت ثورات 1830و 1848م سوى طريقا للوصول الى الوحدة القومية. وساهمت هذه الجمعية في قيام ورة 1830، لكن لم تنجح بالشكل الكافي لتحقيق أهدافها الثورية بسبب محدودية انتشار افكارها في صفوف الشعب وطبقاته، ولعدم وضوح الأفكار التي تبنتها.
بعد ذلك ستظهر في إيطاليا جمعية أخرى تدعى (جمعية إيطاليا الفتاة) على يد أحد الأعضاء السابقين في جمعية الكاربوناري وهو جوزيف ماتزيني، وأسسها سنة 1831م في منفاه بمرسيليا. كان هدفه هو إقامة جمهورية في إيطاليا الموحدة، واستطاع بفضل حماسة خطابه، التأثير على المواطنين وأكد على أن الوحدة لن تتحقق إلا إذا أقدم قدم الايطاليون أرواحهم فداء للوطن. وامتدت أفكاره في كل أرجاء يطاليا وسمي بروح الثورة الإيطالية ونبي وحدة إيطاليا.
عملت أخرى في نفس مسار تحقيق وحدة إيطاليا كالحزب البابوي الاتحادي الذي تزعمه البابا ديبوسي التاسع من خلال مساهمته في إقرار بعض الإصلاحات منها:
- إطلاق المعتقلين السياسيين في إيطاليا.
- انشاء مجلس استشاري يضم شخصيات علمانية.
- انشاء نظام للمساواة بين افراد المجتمع والكنيسة.
- بناء جيش جديد وقوي.
وكذا الحزب الملكي الذي أسس سنة 1831م وتزعمه الملك شارل وبدأ يتجاوب مع مطالب الحركات التحررية، وأعلن استعداده الدخول في حرب مع النمسا. وقد أقر هو الآخر مجموعة من المواقف والإجراءات منها:
- التجاوب مع كل الحركات التحررية في إيطاليا.
- المساهمة في مراجعة القانون الجنائي في البلاد
- المساهمة في تعديلات وإجراءات أخرى شملت جميع القطاعات.
- اعلان استعداده للدخول في حرب ضد النمسا.
تخوف متريخت من التطورات التي أضحت تشهدها إيطاليا نحو الثورة والانفصال عن النمسا. وقام بإجراءات مستعجلة للحد منها قبل أن تتفاقم فيما بعد.
حروب الوحدة:
ثورة 1840 والحرب ضد النمسا: بعد اندلاع ثورة 1848م، حاولت مملكة ساردينيا استغلال ما يبدو لحظة هوائية، فاعلنت الحرب ضد النمسا، واستمر هذا الصراع طويلا ولم تستطع هزيمة النمسا لوحدها فدخلت في تحالف مع فرنسا سنة 1859م ومع بروسيا سنة 1866م وتمكنت من انهاء الوجود النمساوي في الجزء الشمالي من إيطاليا. وساعد هذه المملكة التي عملت على تحقيق وحدة إيطاليا القومية عوامل عدة منها:
جيش منظم
دستور قائم على مبادئ حرة.
اعتمادها على شخصية كافور الذي بذل جهودا اقتصاديو وعسكرية وسياسية عززت من قوتها بالدخول في تحالفات مع فرنسا وانجلترا خاصة مع نابليون الثالث بعد مؤتمر الصلح 1856م.
بقيت البندقية وروما في وضعها تحت النفوذ النمساوي بعد استرجاع نابولي وباليرمو، وانتظرتا التغييرات التي تطرأ على التوازن الدولي أوربيا، واستغل قيام الحرب بين النمسا وبروسيا عام 1866 في استرجاع البندقية بناء على اتفاق براغ بعد الهزيمة التي الحقها بسمارك بالنمسا. واستعيدت روما بعد الحرب التي دارت بين فرنسا وبروسيا سنة 1870 وتم تحويلها عاصمة للجمهورية الإيطالية الذي كان مطلبا شعبيا وبذلك تحققت الووحدة الإيطالية بعد مسار طويل من الاحداث.
بعد أن تقوى نفوذ كافور على مستوى إيطاليا وتحالفه مع بلدان خارجية، أعلنت النمسا الحرب ضده سنة 1859م، لكن دعم فرنسا لإيطاليا سيؤدي الى توالي هزائم النمسا. أدى هذا الامر الى توقيع صلح زوريخ الذي أقر:
تنازل النمسا على بعض المقاطعات الإيطالية.
استطاع هذا الرجل بعد ذلك من توحيد جنوب إيطاليا ويستميل حركة سياسية متمركزة هنالك تدعى غاريبالدي وقام بدعمها بالسلاح وحققت بالفعل نجاحات مهمة في تحقيق الوحدة.
2- الوحدة الألمانية 1819-1871م.
وسائل ومسار تحقيق الوحدة
حاول ماتريخت من خلال مقررات مؤتمر فيينا جعل المانيا ضعيفة حتى تتمكن النمسا في فرض سيطرتها عليها، وفرضت النمسا إيجاد اتحاد ضعيف من الامراء حتى تتحكم فيها بالشكل الذي يساير مصالحها.
الاتحاد الجمركي (الزولفرين): تعتبر هذه الخطة أولى المراحل في سبيل تحقيق الوحدة عبر إنشاء نظام الزولفرين الجمركي واستطاعت توحيد الجمارك بين أقاليم البلاد الألمانية بدعوة من رجال الفكر والمال عام 1819م. نص هذا النظام الجمركي على:
إلغاء المناطق الجمركية ببروسيا واعتبارها مناطق جمركية واحدة.
إعفاء المواد الأولية من الرسوم لتشجيع الصناعة.
وضع تعريفة جمركية منخفضة على المصنوعات وأخرى عالية على المواد الكمالية المستوردة (البن، السكر، الشاي...)
أدى اعتماد هذا النظام الجمركي في المحصلة الى نجاح ساهم في تزعم بروسيا للاقتصاد والسياسة في المانيا.
سياسة الملك ويليام والمستشار بسمارك في تحقيق الوحدة: بعد اندلاع اثورة 1848م، انتخب وليام الرابع امبراطورا على المانيا. لكنه رفض خوفا من الاصطدام مع النمسا وبعض الامراء المعارضين وخلفه وليام الأول الذي كان يكن عداء للنمسا، فاستعان بمستشاره بيسمارك في مشروع تحقيق الوحدة الألمانية عمل في سبيل تحقيق ذلك:
جعل الزعامة لبروسيا في إقامة وحدة ألمانيا.
رفض تدخل النمسا في شؤون المانيا واحبارها على التخلي عن معاداة وحدة المانيا.
رفض التدخل الفرنسي في شؤون ألمانيا.
تطوير الجيش وتسليحه إذ اعتبر بسمارك أهم أداة لتحقيق الوحدة.
حروب الوحدة:
لقد كان المستشار بسمارك يؤمن بأن تحقيق وحدة المانيا لن يتأتى إلا بسياسة الحديد والدم. وجاء على لسانه في خطاب ألقاه قي 30 شتنبر 1860م: "... بروسيا لاتهتم بالليبيرالية، لكنها تهتم بقوتها، فيلزمها أن توحد قواها وأن تكون مستعدة للوقت الملائم وأن حدود المملكة (البروسية) كما حددها مؤتمر فيينا لا تتلاءم والحياة السياسية السليمة... وأن مشكلة ألمانيا (الوحدة) لن تحل بالخطب ومصادقات الأغلبية - كما اعتقد ذلك رحال ثورة 1848-1849م – وإنما تحل بالحديد والدم..."
- الحرب ضد الدنمارك 1866م، استطاع خلالها السيطرة على الدوقية شيلزفيك في حين سيطرت النمسا بعد تدخلها على الدوقة هولشتاي وانتهت بذلك الهيمنة الدانماركية عليها سنة 1866م.
- الحرب ضد النمسا 1866م: لقد سعى المستشار بيسمارك الى عزل النمسا دوليا وبدأ في التقرب من فرنسا وروسيا ودخل في حرب مع النمسا سنة 1866م وانتصر عليها في معركة تسدوا وفرض عليها توقيع صلح براغ الذي التزمت فيه بمقررات تخدم مصالح المانيا وإيطاليا. واتسع بذلك مجال بروسيا وتحول ميزان القوى اليها في وسط أوربا. ومن مقررات عقد الصلح أيضا:
ضم مقاطعات فرانكفورت وهانوفر الى بروسيا.
تنازل النمسا عن البندقية لإيطاليا.
- الحرب ضد النمسا 1870م: كانت أزمة العرش في اسبانيا ومعاداة فرنسا للوحدة الألمانية لأنها تحتل منطقة الألزاس واللورين السبب في اعلان فرنسا الحرب على المانيا، ونظرا للفوارق وتباين المستوى العسكري، انهزمت فرنسا في معركة سيدان 1871م وكانت كل مقرراته في صالح المانيا:
عودة منطقتي الالزاس واللورين لسيادة ألمانيا
دفع فرنسا لـ 500 مليون فرنك فرنسي. ولتحقيق هذا الامر، قامت بتركيز جيوشها داخل الأراضي الفرنسية.
- استمر بعد ذلك بسمارك في تحقيق الوحدة والمحافظة على استمرارها عبر ضم ولايات الجنوب وتم إنشاء الاتحاد الألماتي وتوج الملك امبراطورا لألمانيا بقصر فيرساي عام 1871م.
3- مقارنات – خلاصات – امتدادات.
- ساهم في تحقيق الوحدتين الإيطالية والألمانية في بروز النزعة القومية المستمدة من الوعي بشعور الوحدة والمبني على الهوية واللغة والتاريخ المشترك، وهي نتاج مسار من كفاح الحركات الليبيرالية والقومية.
- ساهم في تأسيس وبناء مسار الوحدتين وتحقيقها:
على مستوى إيطاليا:
جمعيات وأحزاب وحركات سياسية.
شخصيات سياسية بارزة.
خوض حروب خارجية.
على مستوى ألمانيا:
نظام جمركي اقتصادي.
شخصيات عسكرية وسياسية قوية
قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية.
- ساهمت الوحدة في اقلاع اقتصادي وديمغرافي وعسكري، عزز لاحقا في تنامي رغبة الامبراطوريات في إحداث توسعات على مناطق أخرى ونتج عن ذلك بروز الامبريالية والظاهرة الاستعمارية.
- وحدة المانيا وإيطاليا على مستوى أوربا مقابل بروز بروسيا وتعاظم بريطانيا أمام قوة فرنسا وبعض البلدان الأوربية الأخرى صاحبها تراجع كبير للإمبراطورية العثمانية.
- شكلت الوحدة فصلا جديدا ومفصليا في تاريخ بناء الدولة الوطنية الحديثة في أوربا والعالم.
مفاهيم ومصطلحات وأعلام:
- إيطاليا الفتاة (لاجيوفوني): حركة سياسية واجتماعية، أسست بإيطاليا 1831م من قبل ماتزيني. كانت تهدف الى تحقيق وحدة جمهورية إيطاليا، ساهمت في ثورات 1848-1849م كما كان لها دور في ظهور حركة أوربا الفتاة التي أنشأت سنة 1835م.
- مازيني: رجل سياسي وفيلسوف إيطالي، لقب بروح ثورة إيطاليا ونبي الوحدة لجهوده في الحراك السياسي لتحقيق وحدة إيطاليا الحديثة. يعتبر أيضا من مؤسسي حركة إيطاليا الفتاة، وقد ولد عام 1805 وتوفي سنة 1872م.
- بسمارك: مستشار ألمانيا الأول، ولد عام 1815م وتوفي عام 1898م. رجل دولة وسياسي بروسي ألماني، أشرف على توحيد الولايات الألمانية ومؤسس إمبراطورتيها. أثر بأفكاره على السياسة الداخلية والخارجية للبلد. كما خاض حروب الوحدة الألمانية مع النمسا وفرنسا ونجح في تحقيقها.
- كافور: رئيس وزراء إيطاليا سنة 1861م. كان قبل ذلك رئيس وزراء مملكة ساردينيا، ساهم في تحقيق مشروع جمهورية وحدة إيطاليا. نهج سياسة اقتصادية فريدة وعمل على تقوية الجانب العسكري مستفيدا من تجربته كوزير للحرب سابقا. استطاع أن يوفر بفعل سياسته بعض المقومات التي ستساهم في تحقيق الوجدة منها:
الاهتمام بالجانب الاقتصادي وتطوير الصناعة.
فرض الضرائب على الكنيسة.
تحرير القوانين من التقاليد الدينية.
اصلاح الطرق والسكك الحديدية.
ابرام اتفاقيات تجارية مع الخارج.
الاهتمام بالجانب العسكري وتطويره.
إقامة تحالفات مع فرنسا وانجلترا.
التقرب من نابليون الثالث خاصة بعد مؤتمر الصلح 1856 وموافقة هذا الأخير على دعمه في حربه ضد النمسا فكانت هذه الموافقة بناء على شروط معينة راعت فيها فرنسا تحديدا مصلحة البابا بإيطاليا.
اوروبا في القرنين 19و20 |
تعليقات
إرسال تعليق