تعريف علم النحو: ويسمى علم الاعراب
النحو لغة يطلق لفظ: (نحو) في اللغة على عدة معان .
فيقال: نحا ينحو الشيء وإليه – أي: مال إليه وقصده.
ويقال: نحا نحوه، أي: سار على إثره وقلده .
ويقال: نحوت بصري إليه، أي : صرفت.
وكذا يقال: مررت برجل نحوك، أي : مثلك.
وقد جمع بعضهم هذه المعاني في نظم، فقال :
للنحو سبع معاني قد أتت لغة """"""" جمعتها ضمن بيت مفرد گملا
قصد ومثل ومقدار وناحية """"""""" نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا
وأظهر معانی النحو لغة وأكثرها تداولا هو (القصد)، وهو الأقرب للمعنى الاصطلاحي.
ومن ذلك سمي علم النحو بهذا الاسم؛ لأن المتكلم ينحو به منهاج كلام العرب ويقصده، إفرادا و ترکیبا.
النحو اصطلاحا علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب، فيحدد الخصائص التي تكتسبها
الكلمة من موقعها الإعرابي، وبناء عليه يتعامل معها بإعطائها الحكم الإعرابي، من الرفع أو النصب أو الخفض، أو التقديم أو التأخير.
مؤسس علم النحو
لم يختلف المؤرخون في أن واضع أساس هذا العلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي (ت ۲۷ ه)، وقيل: إن هذا كان بإشارة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وهو رحمه الله الذي وضع الحركات المعروفة بالفتحة والضمة والكسرة عندما اختار کاتبا، وأمره أن يأخذ المصحف وصبغا يخالف لون الحداد، وقال له:
إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه،
فإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت
فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن أتبعت هذه الحروف غنة
يعني تنوينا فاجعل نقطتين حتى آتي على آخر المصحف».
ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت۱۷۰ ه)، ووضع أول معجم عربي و أسماه معجم العين، وكان ذلك في زمن هارون الرشید.
ثم أخذ عن الخليل تلميذه سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر) (ت ۱۸۰ ه)، الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم. حتى أصبح (کتاب سيبويه) أساسا لكل ما كتب بعده في علم النحو.
نشأة علم النحو
بعد المد الاسلامي في العالم واتساع رقعة
الدولة، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب مما ادى الى دخول اللحن في اللغة،
وضياع الفصحى، حتى عند العرب أنفسهم.
دعت الحاجة علماء ذلك الزمان لتأصيل قواعد اللغة؛ لمواجهة ظاهرة اللحن، خاصة فيما يتعلق بالقرآن والعلوم الإسلامية.
روي أن أبا الأسود الدؤلي مر برجل يقرأ القرآن، فقال: <<أن الله برى يمين المشركين ورسولُه>> [التوبة: 3] فقرأ (رسولِه) مجرورة، وهذا يغير المعنى تغيير ا عظيما، فمعناه أن الله يتبرا من المشركين، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم . !!.
فذهب أبو الأسود إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأخبره.
فأمره بوضع علم لهذا الأمر، فأخذ أبو الأسود رقعة من ورق، وكتب عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الكلام اسم وفعل وحرف :
الاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عما هو ليس اسما ولا فعلا. ثم قال علي رضي الله عنه لأبي الأسود:
انح هذا النحو، وهذا أرجح ما قيل في النشأة.
أهمية علم النحو
قال ابن خلدون رحمه الله في المقدمة:
الفصل الخامس والأربعون في علوم اللسان العربي، أركاته أربعة: «وهي اللغة والنحو والبيان والأدب، ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة؛ إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وهي بلغة العرب، ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب، وشرح مشکلاتها من لغتهم، فلابد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة».
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه :
إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها، فيلحن - أي: يخطيء في الإعراب فأرده عنها، وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن.
ويكلمني آخر في الحاجة لا يستوجبها، فيعرب -أي: يتكلم بالعربية الصحيحة فأجيبه إليها، التذاذا لما أسمع من كلامها.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
ومعلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن
تعليقات
إرسال تعليق